منتدى المجمع العلوي السوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ديني يهتم بإبراز الحقيقة العلوية والدفاع عنها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) حول العلوية والشيعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin



المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 23/05/2012

حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) حول العلوية والشيعة Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) حول العلوية والشيعة   حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) حول العلوية والشيعة Emptyالجمعة يونيو 23, 2023 4:49 pm

حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق)

حول العلوية والشيعة


بقلم: الدكتور أحمد أديب أحمد

في البداية أنوه إلى أن هذا الحوار المفترض جاء بعد رؤيا خاصة حملت في معانيها كل التأييد والوعد الإلهي بالحماية والنصر، وكان الأمر بإجراء هذا الحوار صادرًا من سيدي الشيخ الأعظم سلام الله عليه، فأجريته متوخيًا الدقة في نقل ما جاء في أجوبة علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) مما كتبه ووثقه في كتبه وكلامه ووصاياه. وهذا هو:
• أحمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سعيد جدًا بلقائك وأشكرك على منحي متسعًا من الوقت لتخصني بحديث يكون لإخوتي العلويين نجاة لهم في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها من عداء السنة الوهابية والإخوان المسلمين ودعوتهم لقتلنا، وما يفعله الشيعة في محاولات تشييع أبناء الشعب العلوي مستخدمين بعض الأدوات الرخيصة التي تمثلت بمشايخ دنيا ومؤلفين منحرفين هدفهم نشر الأفكار الشيعية، بحجة أن الشيعة يقفون معنا في هذه الحرب اللعينة ضد الإرهاب، وعلينا أن نرد الجميل لهم بأن نعتبرهم إخوة لنا في الدين وألا نناقشهم ولا نواجه افتراءاتهم!! بل على العكس يقول هؤلاء المتشيعون: على العلويين أن يأخذوا علوم الأئمة من الشيعة!! فهل هذا يجوز؟
 علامة الجيل (ق): وعليكم السلام والتحية والإكرام. لقد قالوا: (إن الدين سياسة)، وأنا رددت فقلت: إذا تبعت السياسة الدين فهي دين، أما الدين فإذا تبعها فليس بدين.
• أحمد: نعم، إنهم يجعلون الدين تابعًا للسياسة، ويتذرعون بأن الشيعة على ولاية أمير المؤمنين (م) والأئمة المعصومين علينا سلامهم، لذلك وجب السكوت عن افتراءاتهم وعدم الرد عليهم كما يزعمون بحجة الظروف الراهنة.
 علامة الجيل (ق): لقد قلت في وصيتي: أليس من نكد الزمان وسوء الحظ والحرمان تخاذل شيعة الحسين وتكاتف شيعة يزيد؟ أما والله إن لم نتحد ونتآلف ويشد بعضنا أزر بعض ونتمسك بعروة الدين الوثقى، لننقرضن من هذه البقعة التي هي أطهر بقاع الأرض، كما انقرض أسلافنا في العراق. ولعلكم جميعًا سمعتم ما روي عن الإمام الصادق علينا سلامه أنه قال لبعض أصحابه: (أتظنون أنكم بولايتنا فقط تفوزون)؟ قالوا: بلى يا مولانا. قال: (لا والله، حتى توالوا أولياءنا وتعادوا أعداءنا)، هذا ما أورده شيخنا وفقيهنا وقدوة مذهبنا السيد أبي عبد الله الخصيبي (ع) في كتاب الهداية.
• أحمد: أجل، إننا نوالي الأئمة علينا سلامهم، ونوالي أولياء الأئمة سادتنا أبي الخطاب محمد بن أبي زينب والمفضل بن عمر وعمر بن الفرات وأبي شعيب محمد بن نصير (ع) ولذلك نحن الفائزون، إلا أن شيعة التقصير يعادونهم ويكفرونهم، فكيف نتخذهم إخوة في الدين وأولياء لنا والإمام الصادق علينا سلامه حذرنا بقوله: (من كان من أصحابنا فلا يتخذن منهم ولياً ولا نصيرًا)؟
 علامة الجيل (ق): تمسك أيها المؤمن بما أنت عليه وعض عليه بالنواجذ. لقد قل في أمتنا العلماء المحققون الذين جمعوا بين المعقول والمنقول لأسباب سياسية ودينية معلومة، وهذه حقيقة وإن كانت جارحة يجب قبولها والاعتراف بها.
• أحمد: لكنهم يحتجون علينا بكلامك بأنك خاطبت الشيعة بالحسنى في رسائلك أنت وإمام الشعب الشيخ عبد اللطيف إبراهيم (ق)، ويزعمون أنك جعلتنا تابعين للشيعة المقصرة في قولك شعرًا: (يا شيعة المرتضى...)، وقولك: (يا شيعة الحق...)!!
 علامة الجيل (ق): يا حسرة على الدين، بل علينا، بل على ضعف العقول وقلة العلم. أعيذك أيها المؤمن ونفسي بنور الولاية الذي من الله به علينا. لا وربك ما كان يدور بخلدي أن أحدًا ممن يدين بطريقة الحسين بن حمدان (ع) من الفرقة النورية يعترض على جملة، فلا يخدعنك تأويل ضعيف علم عجز عن معرفة الحقائق والأصول، واستولى عليه حب الشهرة فذهب إلى القياس المنهي عنه.
فمن ذلك قولي في شــرحي لديوان الأمير حســن بن مكزون السنجاري (ق): محمد بن أبي بكر قد ولد على فطرة التشيع وهو ربيب مولانا علي (م). وذكرت آل المقداد وزيد بن حارثة وعمار بن ياسر وأبي بن كعب (ع) وقلت: (كلهم متشيعون).
• أحمد: نعم، وهذا مفهوم أنهم من موالي وأتباع الإمام علي (م)، وليس كما يتأول المتشيعون هذه الأيام. 
كما أنه جاء في البيان المعروف (عقيدة المسلمين العلويين) الموقع أنكم ذكرتم بعض العبارات مثل: (كل علوي هو مسلم، العلويون شيعة مسلمون، العلويون ليسوا سوى أنصار الإمام علي، مذهبنا هو مذهب الإمام جعفر الصادق والأئمة الطاهرين، مذهبنا هو المذهب العلوي الذي هو مذهب من عرفوا بالعلويين والشيعة معًا)، ونلاحظ أنكم ركزتم على انتماء العلويين للأئمة الطاهرين علينا سلامهم، ولم تجعلوا العلويين تابعين للشيعة المقصرة، كما يحاول بعض المشايخ المتشيعين المروجين للتشيع أن يتخذوا كلامكم في البيان ذريعة لنشر التشيع، حيث يتذرعون بما ورد في البيان بعبارة: (الطائفة العلوية شيعية المذهب) التي قالها عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الشيعي الممتاز، وعبارة: (كل علوي هو شيعي المذهب) التي قالها حسن مهدي الشيرازي المسؤول عن تنظيم البيان بعدما أخذه ليطبعه في لبنان، وكان مكرًا وخداعًا منهما مع أنكم لم توردوها أبدًا في كلامكم ضمن نص البيان.
 علامة الجيل (ق): لو أن كل أحد من الإخوان يقف عند حده موقفي ويعترف بالحقيقة اعترافي ما كانت كل هذه الضجة والإشاعات. فليس كل ما مثـل الإنسان يقصد به ظاهر لفظه، لذلك يجب أن تعلموا أنكم لن تذوقوا حلاوة الإيمان حتى توالوا في الله وتعادوا في الله، فاتقوا الله فإن المؤمنين من الطينة الطيبة، ونحن يا إخوان قوم ولله الحمد عقيدتنا واحدة وإمامنا واحد وشيخنا واحد ومرجعنا أهل العصمة فيما نختلف فيه من كتاب الله، فمن لم يفهم ذوقًا لا ينتفع بالشروح والإسهاب.
فكلمة الشيعة من الإسلامية أقصد أن مرجعها كتاب الله وأهل العصمة من العترة الطاهرة فيما اشتكل من تأويله، ونحن الطائفة الموحدة من الشيعة، فالشعيبية بالنسبة للمذاهب الشيعية كالحنيفية بالنسبة للملل الكتابية، وإننا نحن الفرقة النميرية الخصيبية نعتقد وندين أن الحق سبحانه أنعم على عباده بوجوده، عدل على أهل الأرض كما عدل على أهل السماء. 
• أحمد: كم أرحتني بشرحك الوافي حول كلمة الشيعة لأنهم يحاولون دمجنا وإلحاقنا بشيعة التقصير وهم يروون عنكم روايات مغرضة يبتغون من خلالها تصويركم أنكم أنت والشيخ عبد اللطيف إبراهيم (ق) كنتما من الذين أخذوا لقب العلامة من المراجع الشيعية، وأنهم منحوكما هذا اللقب والثبت كتكريم لكما لأنكما أصبحتما متكلمان باسمهم كما يروج بعض المبغضين لكم!! فما قولكم في الرد عليهم؟
 علامة الجيل (ق): لو جاز أن نبني العقائد على الروايات حسب ما يفهم الراوي ويتأول لكثر الهرج والمرج وأصبح لكل امرئ إلهه هواه. وللأسف فإن بعض من عاصرناهم لما قصروا عن مدى العلم الحقيقي أخذوا يتفننون بتلك التأويلات البعيدة لئلا يفوتهم اسم العلم والنسبة إليه، وليقال فلان عالم في التوحيد.
لذلك يجب عدم أخذنا بظاهر الألفاظ الكتابية والأحاديث المروية كما تتلى وتروى وتفهم من ظاهرها دون الرجوع إلى أهل العصمة. أفنترك الحقيقة لأجل المجاز ثم نتطرف فنجعل المجاز حقيقة ونتعامى عن الحقيقة!
• أحمد: إذن كان لفظكم مجازي كلفظ سيدنا الخصيبي (ع) بقوله:
سلام على السبعين برًا موحدًا

من الشيعة الكبرى ومن خير رومته
سلام على الأطهار من شيعة الهدى

موالي حسين النور من أهل نصرته
فقد قصد بالشيعة أصحاب الإمام الحسين (ع) الحقيقيين، ولم يكن آنذاك قد تبلور مفهوم مذهب الشيعة، ولم يقصد كما يتأول البعض مذهب الشيعة المقصرة اللاحق، وأننا فرقة تابعة للشيعة المقصرة.
 علامة الجيل (ق): قال الأمير حسن بن مكزون (ق):
وشــيعـة الحـق ارتضـوا بســنتي
واتخذونـي في الغـرام مشـهدًا
وقد شرحت هذا فقلت: الشيعة الأعوان والأنصار، وغلب هذا الاسم على من يتولى عليًا وأهل بيته، كما شيعة الرسل أتباعهم وأنصارهم. والسنة هي الطريقة لغةً وعرفاً وهي أقوال سيدنا محمد وأفعاله، وهي منه كالفرض من الله تعالى، وهؤلاء النواصب ينتحلونها، وأطلق عليهم اسم السنة وأهل السنة، ولذلك يذكرهم الشاعر مع الشيعة للمطابقة اللفظية، والشيعة والسنة من المسلمين.
• أحمد: ما أدق هذا الكلام.. فعلى قياسهم، لو جاز أن نتبع الشيعة المقصرة كنا وفق هذا القول سنتبع السنة الناصبة ونكون جزءًا منهم. ولكنك أوضحت جليًا أن الشيعة هم الأعوان والأنصار وليس مذهب الشيعة المقصرة الحالي.
 علامة الجيل (ق): بالتأكيد فأنا أخص الشيعة المنتمية إلى البيت الخصيبي المتصل بالنسب الشريف الشعيبي، وقد قال الأمير المكزون (ق):
وبالشــعيبي أدعى بين شـعبتهــا
وهذه في هـواها أشــرف الرتــب
وقلت في شرح البيت: الشعيبي نسبة إلى أبي شعيب محمد بن نصير (ع)، والمراد بالشعيبي الشيعي الحقيقي في عرف المتقدمين لأنه قد قام فرق عديدة وكلهم من أهل الارتفاع، ونسب إليهم بعض الشذوذ، فكانت الفرقة الشعيبية ذات الحقيقة الناسخة والجامعة لأسرار تلك الفرق، كالإسلامية في الأديان.
• أحمد: ونحن لسنا جزءًا من مذهب الشيعة المقصرة الحالي، أليس كذلك؟
 علامة الجيل (ق): لقد ذكرهم الأمير المكزون (ق) بقوله:
وشيعة التقصير عرب الصد
عن سبيله ما بين بدو وحضر
وقلت شارحًا شيعة التقصير هم المقصرة الذين يصدون الطالب عن الغوص في علم الله باطنًا كالعرب الذين يصدون الحجاج ويقطعون طريقهم ظاهرًا.
• أحمد: فهل تختلف شيعة التقصير عن ناصبة السنة في موقفها ضدنا؟
 علامة الجيل (ق): لقد أجاد الأمير المكزون (ق) بجوابه عن هذه النقطة فقال:
ورافض لسنتي بجهله
يذم من لسعيه الله شكر
وقد أوضحت في شرحي بقولي: الرافض التارك عن بغض، والسنة السيرة والطريقة، وشكر الله سعيه أي قبل عمله، والرافض لسنتي الناصبي ومقصرة الشيعة.
• أحمد: كم يتوافق هذا مع كلام سيدنا الخصيبي (ع) حين قال:
والأخسرون ذوي التقصير ويلهم

لم يستجيبوا ولم يلجوا إلى وعد
وإن ذوي التقصير لا يرجعون عن

عمائهم حتى إلى الجهل يحشروا
ولقد أوضح (ع) اتفاق موقفهم مع الناصبة ضدنا بقوله (ع):
فعصبة منهم مقصرة
ذاك ومرجئة وناصبة فيك
فقلت إذ أكثروا بجهلهم
تاهوا عن الحق كالبرازين
بمحض الغلو يرموني
علي عزلاً ألا فكيدوني
فهم نصبونا العداء كما نصبه السنة لنا كما أشار بقوله:
وساقط مقصر في دينه
قص جناحاه فظل في نصب
وكل هذا لحسدهم وحقدهم علينا إذ قال (ع):
من المقصرة الأضداد ويلهم

كفاهم نقصهم فيمن يناقصنا
ونحن نفضلهم فضل الضياء على

سدك الظلام بما ذو العرش فضلنا
بل أشار (ع) إلى أن الشيعة المقصرة أكثر تشددًا ضدنا وخطرًا علينا بقوله:
مقصرًا لا يرى رشادًا
لأنه شر من نعاني
وقد أجاد إمام الشعب الشيخ الأستاذ إبراهيم عبد اللطيف (ق) بشرح هذا بقوله: (المقصر المعتقد مذهب التقصير، ولا يرى رشادًا لا يبصر هدى ولا ســـــــدادًا، وشر من نعاني أي أعظم وزرًا وأكثر شــــــــــــــرًا مما نكابده من جميع الطوائف الجاحدة والفرق الحائدة). فما أوضح هذا الكلام وما أجلاه لمن يفهم العبارة والإشـارة، وإنه أبلغ رد على المجادلين الذين يريدون تثبيت مفاهيم التشيع في صفوف العلويين، مع أن سيدنا الخصيبي (ع) حذر من الحركات المشبوهة ومنها حركة التشيع بقوله:
فكونوا رجال الحق قوام دينكم

وإياكم أن تنقصوا أو تقصروا
فإن أشر الخلق من كان ناقصًا

ومن هو بالتقصير يلقى ويكدر
وقد شرح الشيخ إبراهيم عبد اللطيف (ق) هذا بقوله: (إياكم أن تنقصوا من الاجتهاد فيه أو تقصروا من العمل بموجبه أو تقولوا بمذهب المقصرة، وقوله فإن أشر الخلق.... تبيان لمعنى البيت قبله وتحذير من المخالفة إلى ما نهى عنه. ويلقي يرمي. ويكدر بمعنى ينقص ويطرح أو هو من الظلمة والكدر)، وقد استقى هذا الشرح مما قاله سيدنا الخصيبي (ع): (أبعد ما يكون الرجل من معرفة أمير المؤمنين إذا قال بالتقصير، ولا بعد أشر من أن يقصر في معرفة الله)، كما ذكرهم سيدنا البغدادي (ق) ووصفهم بالهمج الرعاع في قوله: (الهمج الرعاع هم المقصرة الذين لا يعبأ الله بهم، فهم أتباع كل ناعق للضلال، وهم نجس كما قال الله عز وجل إنما المشركون نجس).
 علامة الجيل (ق): الله المستعان على الجهل المركب فإنه الداء الذي أعيى الأنبياء والأطباء وهو داء ما له طب. إن التشكيك بالدين من أشر الفتن، فلا تقف مع أهل الجدل، إذ ليس المقصود منهم معرفة الحق، بل ابتغاء الغلبة والسمعة هكذا دأب المجادلون.
• أحمد: نحن ننتهج نهج الأئمة المعصومين وأوليائهم وأتباعهم من هذا البيت الخصيبي الطاهر، فنقول كما قال سيدنا منتجب الدين العاني (ق):
وإني نميري في الإنتساب
خصيبي لا أتعدى الصواب
شعيبي ما في يقيني ارتياب

كما نقول: إننا نصيرية، ولكن البعض يتهجم علينا فيدعي أن هذا اللقب أطلقه علينا ابن تيمية لعنه الله، وأن العلماء لم يذكروه، مع أن سيدنا القدوة الخصيبي (ع) قال: (نصيري فراتي...)، وقال: (إلا نصيريا يقول بخبرة...)، وقال: (فراتي نصيري سليل...)، وقال: (نصيري يرفعه العلاء)، وقال:
يقول أن الذي وحدت جهرًا
  نصيريًا وقد برح الخفاء
وقال:
ورحـمة منـه لإخـوانه
كل نصيري الـولا جـاهر
وقد شرح إمام الشعب الشيخ الأستاذ ابراهيم عبد اللطيف (ق) فقال: النصيري نسبة إلى سيدنا محمد بن نصير (ع). ولكن من يحاربنا اليوم من أبناء الطائفة للأسف يحاربنا لأسباب عشائرية تافهة أو لأننا على النهج النوري.
 علامة الجيل (ق): أعوذ بالله من العصبية المنبعثة عن الأنانية المفرطة. أي دور لعبته العصبية العمياء؟ وأي سلطان جائر تسلط على العقول فسلبها الضياء الإلهي الذي يجب أن تؤثره على كل أثير. والله العظيم لو أمرنا موالينا وساداتنا ببغض بعضنا بعضًا لما فعلنا أكثر مما نفعل.
• أحمد: البعض يحتج بالفتوى القائلة: (ليس لدى العلويين مذهب مستقل للعبادات والأحكام المبنية على معرفة الحلال والحرام، والمعاملات كالمواريث وغيرها، وذلك اعتمادًا منهم على المذهب الإمامي الجعفري، الذي هو الأصل وهم فرع منه، فرجوعهم إليه في أصول الفقه وفروعه هو الواجب الحق الذي لا مندوحة عنه، وهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا ذكرها)، مع أنك قلت: المذهب الإمامي الجعفري، نسبة للإمام جعفر الصادق علينا سلامه، ولم تقل: المذهب الشيعي، فأنت تدعو للتمسك بالنهج الإمامي الجعفري وتنبه للعودة إلى الأصل، ولكنهم يتأولون كلامك كما تهوى أنفسهم ومصالحهم المادية.
 علامة الجيل (ق): العجب ممن يتهجم على الفتيا برأيه وهواه، وهي الموقعة في الهلاك، فقد أصبح الدين لعقة على الشفاه وقل الديانون، وغلب حب الدنيا اللعوب على أكثر القلوب. هناك قاعدة فقهية تقول: (استفت ضميرك وإن أفتوك)، فاشدد يديك بها. من أفتى بغير علم ضل أو أضل، وقد روي عن الإمام جعفر علينا سلامه: (واهرب من الفتيا هروبك من الأسد، ولا تجعل عنقك جسرًا يمد للناس يوم القيامة)، لأن المفتي يحمل وزره ووزر من قلده إذا كان غير محق أو أفتى بغير علم، فرحم الله أهل التسليم من الضعفاء، وسيكون عقاب من ينصب نفسه للفتيا بغير حجة ولا برهان عسيراً غير يسير.
• أحمد: وماذا عن الاستناد إلى الكتب الأربعة للكليني والطوسي والصدوق؟ إنهم يتخذون كلامك ذريعة لجعل العلويين تابعين للمذهب الشيعي عقائديًا.
 علامة الجيل (ق): الدين والعقائد لا يجوز أخذها إلا عن أهل العصمة.. والمسائل الاعتقادية لا يجوز لأحد أن يضعها إلا عن أمناء الوحي.
• أحمد: كلامك واضح فأنت تقصد أن العقيدة لا تؤخذ من مراجع الشيعة المقصرة، بل من كتب السادة الموحدين وعلى رأسهم سيدنا الخصيبي (ع).
 علامة الجيل (ق): نعم، إن الاجتهاد مع وجود النص تكلف غير جائز شرعاً بل محظور، فالمجتهد في الأصول لا ينسب إلى خطأ وصواب بل يعد معانداً ومخالفاً ليس إلا، وإنما الاجتهاد لا يكون إلا في الفروع دون الأصول ولا يجوز في مقابلة النص... إن فروع الدين ومنها الزواج والطلاق، والخلع والظهار والإيلاء، ومنها أحكام كالديات والقصاص والكفارات، ومنها معاملات كالبيع والشراء والضمان والمزارعة والمساقاة وسواها، نعمل بها وفق نصوص مذهبنا الجعفري دون خلاف، مستندين إلى مراجعه الكثيرة وأهمها للفقهاء المجتهدين الكتب الأربعة الكافي للكليني، والتهذيب والاســـتبصار للطوسي، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، وللمقلدين (بكسر اللام) الرسائل العلمية، وهي فتاوى الفقهاء المراجع، فمن الأصول المهمة معرفة ما يجب تقليده.
• أحمد: نعم، كلامك واضح جدًا لذوي العقول الراجحة، (من الأصول المهمة معرفة ما يجب تقليده)، فنحن نختلف عنهم في العقيدة والأصول لأننا موحدة وهم مقصرة، أما هذه الفروع والأحكام الشرعية التي ذكرتها فلم يأتوا بها من عندهم بل نقلوا أحاديث الأئمة المعصومين علينا سلامهم فيها، وكما أوضحت أن الاجتهاد لا يجوز في مقابلة النص، فليس لهم فضل علمي، إنما هم جمعوا الأحاديث كما جمع البخاري ومسلم أحاديث الرسول (ص)، فمنها الصحيح ومنها المنسوب، ونحن نأخذ منها الصحيح الذي أشرت إليه بذكاء فقلت (المقلدين) وتقصد بهم علماءنا الذين ثبتوا الأحاديث الصحيحة لنعرف ما يجب تقليده، فنحن نقلد سادتنا الذين أخذوا العلوم الصافية عن سيدنا الخصيبي (ع) عن سيدنا أبي شعيب محمد بن نصير (ع) عن سيدنا عمر بن الفرات (ع) عن سيدنا محمد بن المفضل (ع) عن سيدنا المفضل بن عمر (ع) الإمام جعفر الصادق علينا سلامه، ولا نقلد رجالات أهل التقصير الذين قاسوا الدين.
 علامة الجيل (ق): تماماً، لا تقف برأيك ولا تقس الدين بعقلك، وقف عند حدك.
• أحمد: وهم عدا عن ذلك حاربوا سادتنا، والإمام علي (م) يقول: (لا يجتمع حبنا وحب أعدائنا في جوف إنسان)، فالكليني أورد في الكافي الكثير من الأحاديث المسيئة للأئمة علينا سلامهم، وذم أصحابهم وأولياءهم كسيدنا أبي الخطاب محمد بن أبي زينب (ع) وسيدنا أبي شعيب محمد بن نصير (ع)، ومدح أعداءهم من أمثال زرارة بن أعين الكاذب وأصحابه التسعة والسفراء الأربعة، كما أن كتاب الغيبة للطوسي وكتب الرجال للحلي والكشي والمفيد وغيرهم قد وصمت سيدنا أبا شعيب (ع) بأبشع الألفاظ، أفليس من الواجب الرد عليهم بتعريتهم رأفةً بالضعفاء من العلويين، وحماية لهم من الانجرار خلفهم، وبنفس الوقت نهيًا للمتشيعين وسادتهم الشيعة المقصرة من الإساءة لنهجنا ولسادتنا؟
 علامة الجيل (ق): نعم، إن الموعظة الحسنة هي التي تأمرك بالصفح عن أخيك، كما أنها تأمرك برد الحجر من حيث جاء.
• أحمد: لكن للأسف، هناك من يحاربنا وهو يدعي محبتك، وأظن أنهم إما منافقون بمحبتك، أو أنهم حاسدون لنا، أو أنهم يخافون على شهرتهم وكأننا ننافسهم عليها. فماذا تنصحهم ليرجعوا إلى الحق؟
 علامة الجيل (ق): لقد شـغل كل أخ بـعداوة أخـيه عن ديـنه ودنـياه وآخرتـه وأولاه. يا قوم اتـقوا الله ولا تؤثروا الهوى على الدين ولا تجعلوا أرواحكم مطايا أجسامكم. بئس العلم علم لا يطلب إلا للشهرة الفارغة التي يتأكل بها سحت الدنيا.
• أحمد: ماذا أقول لك؟ لقد رفعوا التقارير الكيدية بأنني أشيع الفتنة والتفرقة والتحريض على الدولة، وطعنوا بإيماني ونسبي وانتمائي لهذا البيت الشعيبي الطاهر.
 علامة الجيل (ق): لا يوحشنك في طريق الحق قلة أهله فإن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ، وهذا بعض خطاب وجهناه إلى الذين رفعوا في حقنا تقريرًا للسلطة الحاكمة بأننا نتعاطى السياسة والشغب على الدولة بهذه الواسطة.
لا يكاد يتكلم الإنسان بمشروع يجعله بسيطاً لتنوير الأذهان حتى ينهال عليه التفسيق والتفجير من كل أوب وصوب، وينسب للمروق في الدين عن سقف المرسلين. أنت ترى ما يفعله الإخوان من الدعوة إلى قطع ما أمر الله به أن يوصل من رحم الإيمان، ونشر التفرقة بالشتم والسباب والطعن في الأنساب مما هو ظاهر يدمي الفؤاد ويفتت الأكباد.
وللأسف، إن بعض من ينتمي إلى العلم في عصرنا ممن يجادلونك لبيان مقدرتهم العلمية ليس إلا، فإذا أثبت الظاهر نفوه، وإذا نفيته أثبتوه، وجعلوه العقدة التي من حلها قبل عاقدها أكلته وحوش البر وهوام البحر.
• أحمد: هل أرد على إشاعاتهم وافتراءاتهم بحقي؟
 علامة الجيل (ق): السكوت أفضل جواب لرد الثرثرة عن المرء. فإذا كان نور الشمس ظلمة على بصر الخفاش، أنسميه ظلمة إكرامًا لعين الخفاش؟
• أحمد: كنت سعيدًا جدًا بهذا الحوار، وكنت أتمناه أن يطول أكثر لولا أنني أعرف ضيق وقتك المرهون للصلاة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 علامة الجيل (ق): وفقك الله وأنار دربك بنور ولايته وقواك على أعداء الحق واليقين، وحمى أبناء هذه الفرقة النورية المنتمية إلى البيت الخصيبي المتصل بالنسب الشريف الشعيبي. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الدكتور أحمد أديب أحمد – اللاذقية - سورية

انتهى الحوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق)
حول العلوية والشيعة
2019 م – 1441 هـ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوار مع علامة الجيل سليمان الأحمد (ق) حول العلوية والشيعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار شامل حول عقائد العلويين حوار شامل حول عقائد العلويين في سوريةفي سورية
» الخمرة عند العلوية النصيرية
» بين العلوية النصيرية والسنة
» حوار عبر وكالة مهر للأنباء- إيران
» العلوية.. نهج التوحيد وميزان الحق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المجمع العلوي السوري :: قائمة الكتب :: الكتب الدينية-
انتقل الى: