منتدى المجمع العلوي السوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ديني يهتم بإبراز الحقيقة العلوية والدفاع عنها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوسوسة الوسوسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin



المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 23/05/2012

الوسوسة الوسوسة Empty
مُساهمةموضوع: الوسوسة الوسوسة   الوسوسة الوسوسة Emptyالجمعة يونيو 30, 2023 8:32 pm

الوسوسة 

بقلم: الدكتور أحمد أديب أحمد

 
البعض من المؤمنين الضعفاء عندما يصلي أو يقرأ القرآن يشعر بأن أفكارًا غريبةً تأتي وتشتت تركيزه، وأحيانًا توصله إلى السهو والشك!
هذه حالة شائعة بسبب قلة المعرفة وقلة اليقين، وليست جديدةً بل قديمة، وقد ورد في هذا الأمر حديث عن سيدنا حمران بن أعين (ع) عن الإمام جعفر الصادق علينا سلامه حيث قال: إن رجلاً أتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، إنني نافقت! فقال (ص): (والله ما نافقت ولو نافقت ما أتيتني تعلمني ما الذي رابك. أظن العدو الخاطر أتاك فقال لك: من خلقك؟ فقلت: الله خلقني. فقال لك: من خلق الله؟). قال الرجل: إي والذي بعثك بالحق لكان كذا. فقال سيدنا رسول الله (ص): (إن الشيطان أتاكم من قبل الأعمال فلم يقو عليكم فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم، فإذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله وحده).
 
إن في هذا الحديث عبر لابد من الوقوف عندها، تبدأ بالاعتراف بالزلات، لأن الاعتراف بها ضروري، ولا يتصورن أحد منكم أن الشيطان لا يوسوس إلا للكفار والمشركين، بل هو يوسوس لكل أهل المزاج البشري، بدليل قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)، وهذا يدل على أن الوسوسة متعلقة بأعمال النفس الأمارة بالسوء، والتي وصفها مولانا أمير المؤمنين الإمام علي (م) بقوله: (الأنفس الأمارة بالسوء تتملق تملق المنافق)، فلذلك ظن الرجل أنه منافق.
وهذا أمر يجب ألا يخيفكم كثيرًا لأنكم وعيتم ما جرى وتنبهتم له، حيث قال تعالى: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، لأن المؤمنين العارفين عندما يأتيهم الوسواس ليزرع الشك في صدورهم تجاه إثبات الحقائق فيزين لهم شبهة التعطيل ليوقعهم بفخ الإنكار، أو يزرع التشكيك في أوهامهم تجاه إفراد الذات الإلهية فيصور لهم أوهام التشبيه ليوقعهم بشباك الشرك، يلتزمون أمر سيدنا النبي محمد (ص) بتوحيد ذكر الله إثباتًا وإفرادًا فيعودون إلى رشدهم بدليل قوله سبحانه: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)، وهو ما أشار إليه سيدنا النبي عيسى المسيح (ع) بقوله: (صلوا بدون انقطاع يا تلاميذي لتعطوا، لأن من يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له، ومن يسأل يعط، ولا تنظروا في صلواتكم إلى كثرة الكلام لأن الله ينظر إلى القلب كما قال لسليمان: يا عبدي أعطني قلبك).
أما وصف سيدنا رسول الله (ص) لهذا الأمر الحاصل بالعدو الخاطر فهو عائد لقوله (ص): (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك)، وهنا موضع الخطر، فإذا كان الشخص الموسوس له في البدء خاسرًا اتبع السوء بدليل قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)، وقوله سبحانه: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم)، وهؤلاء لا أمل لهم بأن يصيروا مؤمنين عارفين لقوله تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون).
أما أهل الإيمان الحق فلا خوف عليهم لأن رحمة الرب شملتهم بدليل قول الله عز وجل: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)، وقوله جل جلاله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً).
 
نكتفي لعدم الإطالة والله أعلم
الباحث الديني العلوي الدكتور أحمد أديب أحمد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسوسة الوسوسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المجمع العلوي السوري :: قائمة المقالات :: علوم علوية-
انتقل الى: