منتدى المجمع العلوي السوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ديني يهتم بإبراز الحقيقة العلوية والدفاع عنها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الابتلاء بالمعاصي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin



المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 23/05/2012

الابتلاء بالمعاصي Empty
مُساهمةموضوع: الابتلاء بالمعاصي   الابتلاء بالمعاصي Emptyالجمعة يونيو 30, 2023 8:26 pm

الابتلاء بالمعاصي

بقلم: الدكتور أحمد أديب أحمد

 
ما مدى صحة الحديث: (إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا)، وماذا يعني الابتلاء بالمعاصي؟
 
إن مقولة: (إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا) تتوارد على ألسنة العامة، ولكنها ليست بحديث مروي عن سيدنا رسول الله محمد (ص)، ولم ترد في أي كتاب من كتب الحديث لا عند السنة ولا الشيعة، بل هي مجرد مقولة شائعة يرددها العامة لتبرير المعاصي التي يرتكبونها في السر دون العلن قائلين: (استر على نفسك، فالله يستر على من يستر)!!
إن عبارة (إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا) تحمل في طياتها اتهامًا للباري جل وعلا بإجبار العباد على المعاصي كنوع من البلاء، وهذا لا يجوز بحال من الأحوال، لأن ذلك ينسب الظلم للباري وهذا محال لقوله تعالى: (من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)، فالإنسان هو الذي يظلم نفسه وليس الرب لقوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير).
والله جل جلاله لا يأمر بالمعصية بل ينهى عنها لقوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، ولكنه سبحانه يعلم بمن يؤدي الطاعة وبمن يرتكب المعصية.
وقد وقع بالمعصية من اتهم الله بإجباره عليها لقول الإمام جعفر الصادق علينا سلامه: (الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الأمر مفوض إليه فقد وهن الله في سلطانه فهو هالك، ورجل يزعم أن الله أجبر العباد على المعاصي وكلفهم ما لا يطيقون فقد ظلم الله في حكمه فهو هالك، ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقونه ولم يكلفهم ما لا يطيقونه، فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ).
ولابد من التنويه إلى أن ارتكاب المعصية يخرج المسلم من حد الإيمان، بينما ارتكاب الأخطاء الدنيوية غير المتعمدة لا يخرج المؤمن من حد الإيمان، لأن المؤمن ممزوج من النور والطين، وكل عمل مردود لأصله.
فالمؤمن لا يخرج من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمنًا، وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض والطاعات وترك الكبائر واجتناب المعاصي. أما إن ترك صغار الطاعة ولم يترك شيئًا من كبارها، وارتكب الصغائر ولم يرتكب شيئًا من الكبائر، وارتكب الأخطاء الدنيوية غير المتعمدة ولم يرتكب شيئًا من المعاصي، فهو ليس بخارج من الإيمان ولا تارك له، بدليل قول الله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريمًا)؛ يعني أن المغفرة تشمل ما دون الكبائر والمعاصي، فإن ارتكب الشخص الكبائر والمعاصي كان مأخوذًا بجميعها معاقبًا عليها معذبًا بها، وكان مجردًا من الإيمان.
وبالمقابل فإن أداء الفرائض لا يدخل الكافر في دائرة الإيمان لقول سيدنا النبي عيسى المسيح (ع): (ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى يجازيك في الخفاء علانيةً)، وهو يتلاقى مع قول سيدنا رسول الله (ص): (اقضوا حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود).
 
نكتفي لعدم الإطالة والله أعلم
الباحث الديني العلوي الدكتور أحمد أديب أحمد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الابتلاء بالمعاصي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المجمع العلوي السوري :: قائمة المقالات :: علوم علوية-
انتقل الى: