شروط البشرى بالقرآن الكريم

شروط البشرى بالقرآن الكريم

بقلم: الدكتور أحمد أديب أحمد

• الأمر الأول: إن علم الغيب لا يمكن الوصول إليه، وهو علم السماء لا علم الأرض، بدليل قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)، وقوله سبحانه: (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء)، وفيهم قال سيدنا رسول الله (ص): (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله).
  
  
• الأمر الثاني: كيف يبيحون لأنفسهم استشراق المستقبل بالأوهام والأحلام!؟ هؤلاء الأشخاص يعيشون في وهم، فهناك فرق بين الرؤيا والحلم حيث أن الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان. ومن تأتيه الرؤيا لابد أن يكون مؤمنًا قويا لقوله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، والذي فسره سيدنا رسول الله (ص): (هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو يرى له فيبشر بها في الدنيا، وفي الآخرة هي الرؤيا الصالحة التي تبشره الجنة)، كما قال سيدنا رسول الله (ص): (لم يبق من النبوة إلا المبشرات)، قالوا: ما المبشرات؟ فقال: (الرؤيا الصالحة. وإذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة).
  
  
• الأمر الثالث: إن اتخاذ القرار بناءً على البشرى بالقرآن الكريم هو من أنواع القرعة التي قال فيها سيدنا النبي سليمان الحكيم (ع): (القرعة تبطل الخصومات وتفصل بين الأقوياء، القرعة تلقى ومن الرب حكمها)، كما ورد عن الإمام جعفر الصادق علينا سلامه قوله: (أية قضية أصدق من جواب القرعة إذا فوض الأمر إلى الله لقوله تعالى: فساهم فكان من المدحضين)، وذلك في قصة سيدنا رسول الولاية يونس علينا سلامه، حيث بعث الله حوتًا عظيمًا فحبس السفينة عند توسط البحر، فتساهموا فوقع السهم على سيدنا رسول الولاية يونس علينا سلامه، فألقوه في البحر فالتقمه الحوت. وقيل: اقترعوا ووقعت سبع مرات على سيدنا يونس علينا سلامه، وبقي أربعين يومًا في بطن الحوت.